بربر city in sudan



بربر city in sudan :


تقع مدينة بربر شمال sudan ترتفع عن سطح البحر 1٬096 قدم (334 م) و هي مدينة تاريخية

اصل مدينة بربر :

 حول أصل اسم المدينة وسبب تسميتها به، ففي حين ينسب البعض الاسم إلى التجار الأمازيغ القادمين من شمال أفريقيا متجهين نحو ميناء سواكن وإلى إثنية الأمازيغ ، ثمة رواية أخرى توارثت شفاهة تزعم بأن لقب المدينة يرجع إلى اسم ملكة نوبية كانت تحكم المنطقة تسمى بربرا وكان لها ثلاثة ابناء هم: ضانقيل وكانوا يحكمون باسمها الجزء الشمالي من المدينة، وفرخة ونخرة. وهي الآن أسماء لقرى الضانقيل والفريخة وجبل نخرة المجاورة للمدينة الحالية.


ذكر مدينة بربر عند ابن خلدون :

حسب نص ابن خلدون فانه في هاته الجهة من ارض السودان فانها تحتوي على اكثر من مدينة اسمها بربر:
وما إليهما كما نذكره في الإقليم الثاني وما بعده فأما الذي على ساحل هذا البحر من غربيه فبلد زالع من أطراف بلاد الحبشة ومجالات البجة في شمالي الحبشة ما بين جبل العلاقي في أعالي الصعيد وبين بحر القلزم الهابط من البحر الهندي وتحت بلاد زالع من جهة الشمال في هذا الجزء خليج باب المندب يضيق البحر الهابط هنالك بمزاحمة جبل المندب المائل في وسط البحر الهندي ممتداً مع ساحل اليمن من الجنوب إلى الشمال في طول اثني عشر ميلاً، فيضيق البحر بسبب ذلك إلى أن يصير في غرض ثلاثة أميال أو نحوها، ويسمى باب المندب وعليه تمر مراكب اليمن إلى ساحل السويس قريباً من مصر. وتحت باب المندب جزيرة سواكن ودهلك وقبالته من غربيه مجالات البجة من أمم السودان كما ذكرناه. ومن شرقيه في هذا الجزء تهائم اليمن، ومنها على ساحله بلد علي بن يعقوب. وفي جهة الجنوب من بلد زالع وعلى ساحل هذا البحر من غربيه قرى بربر يتلو بعضها بعضاً. وينعطف مع جنوبيه إلى آخر الجزء السادس.

السودان مجالات للملثمين الأمازيغ :

في جهة الشرق أعالي أرض غانة ثم مجالات زغاوة من السودان، وفي الجانب الأسفل منهما صحراء نيستر متصلة من الغرب إلى الشرق ذات مفاوز تسلك فيها التجار ما بين بلاد المغرب وبلاد السودان، وفيها مجالات الملثمين من صنهاجة الأمازيغ وهم شعوب كثيرة ما بين كزولة ولمتونة ومسراتة ولمطة ووريكة الأمازيغ.
وعلى سمت هذه المفاوز شرقاً أرض فزان، ثم مجالات أزكار من قبائل الأمازيغ ذاهبة إلى أعالي الجزء الثالث على سمتها في الشرق وبعدها من هذا الجزء بلاد كوار من أمم السودان.

السودان مواطن هوارة ولواتة :

ومن هوارة الأمازيغ هؤلاء بآخر عمل طرابلس مما يلى بلد سرت وبرقة قبيلة يعرفون بمسراتة لهم كثرة واعتزاز، ووضائع العربان  عليهم قليلة ويعطونها من عزة. وكثيراً ما ينقلون في سبيل التجارة ببلاد مصر والإسكندرية. وفي بلاد الجريد من إفريقية وبأرض السودان إلى هذا العهد.
عن ابن خلدون بالتعديل.
وانتشار قبيلة هوارة الأمازيغية في صعيد مصر والسودان قديم
قال ود دوليب في مخطوطته التي كتبها عام 1680م "أصل السودان أهل الوطن: النوبة والحبشة والزنجُ  البربر .

الأمازيغ :

ارتبطت المناطق الصحراوية الواقعة غربي النيل بين الواحات المصرية الأمازيغية شمالاً وكردفان ودارفور جنوباً ارتباطاً طبيعيّاً بنهر النيل منذ البدايات المبكرة لحضارات المنطقة.  ولذلك ارتبطت صلات قبائل الصحراء الأمازيغية بالسودان منذ بداية تاريخه القديم.

اسم البربر :

وذكر ابن خلدون (العبر ج 6 ص 93) "ان البربر من ولد حام بن نوح بن بر بن تملا بن مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح" ومن هنا جاء اسم الأمازيغ.
غير أن اسم البربر يرجع إلى وقت سابق لدخول العرب شمال افريقيا، فقد أطلق اليونانيون والرومان على الشعوب خارج نطاق حضارتهم اسم برابرة (barbarians) . وعند دخول العرب المنطقة عربوا الاسم القديم وأطلقوا على السكان اسم البربر.

الأمازيغ في صعيد مصر :

سكنت قبائل الأمازيغ في صحراء مصر الأمازيغية وواحاتها منذ العصور القديمة، فقد ذكر أوريك بيتس (Oric Bates. The Eastern Libyans. P 70) أن مناطق قبيلة لواتة الأمازيغ على الواحات والمناطق الصحراوية القريبة من النيل. وقد ورد في المصادر الأعرابية ما يوضح استقرار بعض قبائل الأمازيغ مثل لواتة وهوارة الأمازيغيتان في مصر وبخاصة بعد انتقال مركز الفاطميين الشيعة من القيروان إلى مصر في القرن الحادي عشر الميلادي.
 وردت بعض الإشارات التي وضحت العلاقات بين قبائل الأمازيغ ومملكة مقرة المسيحية في السودان. فقد ذكر المؤرخ ساورس بن القفع ما يشير إلى وجود  قبائل الأمازيغ في مملكة مقرة. فعندما طلب والي مصر من ملك مقرة زكريا الذهاب إلى مصر عام 207 هـ (822 م) لمقبلة الخليفة العباسي بسبب الخلاف حول دفع البقط، أرسل ابنه إلى الخليفة في بغداد وقال "لا أتمكن من مغادرة كرسي لئلا يملكوا البربر المخالفين لي، ويجب أن أنفذ ابني إليه" ويدل ذلك على أن شعب الأمازيغ كان لهم حضور واضح في مملكة مقرة،أو في بلاط الحكم.

ولم يرد في المصادر ما يوضح من هم الأمازيغ الذين كان يخشى منهم الملك زكريا على عرشه. ربما كانوا أحد فروع شعب لواتة الأمازيغي الذين كانوا يتواجدون في منطقة الواحة الخارجة. وربما كانوا من قبائل المصامدة الذين قال عنهم ناصر خسرو (سفر نامة في مسعد،) "وإذا سار سائر من مصر إلى الجنوب وجاوز ولاية النوبة بلغ ولاية المصامدة، وهي أرض ذات مراع واسعة، وفيها دواب كثيرة، وسكانها سود كبار العظام غلاظ أقوياء البنية، ويكثر الجند منهم في مصر . وهم قباح الصورة ضخام الجثة يسمون المصامدة يحاربون راجلين بالسيف والحربة ولا يستطيعون استعمال غيرها من الآلات."
وتبدو صلات شعب الأمازيغ بمملكة مقرة طبيعية وامتدادا للعلاقات التي وثقتها المصادر المصرية القديمة والكوشية واليونانية-الرومانية . وقد ترددت تلك العلاقات ما بين الهجرات والعلاقات السلمية والحربية. ذكر المقريزي ) في عام 217هـ (832 م) "غزا ملك النوبة الواحات" وربما كانت الصلات بين امة الأمازيغ وسكان السودان في ذلك الوقت عميقة لدرجة جعلت ابن سليم الأسواني (مسعد ص 105) الذي يعتبر من أوثق المؤرخين الذين كتبوا عن السودان قال عن البجة "يقال إنهم من بربر" وهكذا كانت العلاقات متواصلة بين ٱمة  الأمازيغ والسودان، ولعل من أشهر القبائل الأمازيغية التي دخلت السودان واختلطت بسكانه قبل قيام الممالك الاسلامية هي قبيلة هوارة.

قبيلة هوارة :

الأثر الأكبر لقبائل الأمازيغ في السودان الذي تناولته مخطوطات وأشجار نسب التراث السوداني تمثل في قبيلة هوارة. وأرى أنه من المفيد التعرف على هذه القبيلة قبل دخولها السودان. ان ابن خلدون ) بين رأيه بوضوح في أصل الأمازيغ قائلاً: "أما نسابة البربر فيزعمون في بعض شعوبهم أنهم من حمير ومن كندة ومن العمالقة .... وهذه كلها مزاعم والحق الذي شهد به المواطن والعجمة أنهم بمعزل عن العرب"

نجد القلقشندي عندما تعرض لنزوح هوارة من الوجه البحري قال: "أما في زماننا فمذ وُجِّهت عرب هوارة من عمل البحيرة إلى الوجه القبلي" وعن الإمارة في المنوفية ذكر القلقشندي (صبح الأعشى) "الامرة فيها لأولاد نصر الدين من لواتة ولكن إمرتهم في معنى مشيخة العرب."

فالقلقشندي لم ير شذوذاً أو خطأً في وصف شعوب  هوارة ولواتة الأمازيغيتين بالعرب. كما تناول ابن تغري بردي وَفَيات أمراء قبيلة هوارة بنفس الأسلوب فوصفهم بأمراء عرب هوارة. فذكر على سبيل المثال: "عام 790هـ/1388 م توفى تاج الدين اسماعيل بن مان الهواري أمير عرب هوارة ببلاد الصعيد. "وإلى جانب ذلك فقد اتخذت بعض القبائل الأمازيغية التي اختلطت وتزاوجت مع العرب النسب العربي. فقد ذكر ماكمايكل (A History of the Arabs in the Sudan Vol. 1 p 144) أن قبيلة قيس عيلان تزاوجت مع ا لبربر في مصر، وأصبح لدينا فرع كبير من قبيلة لواتة نحو عام 1400م يقولون إنهم سلالة قيس عيلان.

وهكذا فقد تخلت بعض قبائل الأمازيغ عن أصولها القديمة، إما لأنها تزاوجت واختلطت بالاعراب كما فعل بعض فروع قبيلة لواتة، أو لأنهم فقدوا لغتهم القديمة ولم تعد لهم لغة غير الدارجة.

انتشار هوارة في صعيد مصر :

بدأ الانتشار المنتظم لقبيلة هوارة في منطقة أسوان نحو منتصف القرن الرابع عشر الميلادي. بدأ صراع عنيف بين الأسرة المقُرّيّة المالكة القديمة بمعاونة المماليك من جهة وبين القبائل من جهة أخرى. وقد كانت من بين شروط المعاهدة التي فرضها جيش المماليك بعد انتصاره على ملك المقرة ودخوله دنقلة عام 1275 م وحلف عليها الملك الذي جاء على لسانه كما رواها النويري (نهاية الأرب في مسعد، المكتبة السودانية "وإني لا أترك أحداً من العربان ببلاد النوبة، ومن وجدته منهم أرسلته إلأى الباب السلطاني"

أدى ذلك إلى إجراء المماليك لبعض التعديلات في الأوضاع الإدارية على حدودهم الجنوبية، ومن بين تلك التعديلات تعيين الجنيد عام 769 هـ / 1367م للإشراف على الطرق المؤدية إلى بلاد النوبة كما عبر القلقشندي (صبح الأعشى مسعد ص 289) حيث قال: "جنيد: شيخ الجوابرة الهكارية بأبواب النوبة" ووضح ابن خلدون من هم الجوابرة الهكارية عند حديثه عن قبيلة هوارة فذكر أنهم: "ظواعن وآهلين ومنهم من قطع الرمل إلى بلاد القفر وجازوا لمطة من قبائل الملثمين فيما يلي بلاد كوكو من السودان تجاه افر بقية، ويعرفون بنسبهم هكارة قلبت العجمة الواو كافاً أعجمية تخرج بين الكاف العربية والقاف."

وتكاثر بعد ذلك أعداد شعوب هوارة على أبواب النوبة، ووصف القلقشندي (صبح الأعشى) نزول واستقرار الأعداد الكبيرة منهم في الصعيد قائلاً: "انتشرت في ارجائه انتشار الجراد، وبسطت يدها من الأعمال البهنساوية إلى منتهاه حيث اسوان وما والاها، وأذعنت لهم سائر العربان بالوجه القبلي قاطبة، وانحازوا إليهم وصاروا طوع قيادتهم" وقدر القلقشندي) بطون قبيلة هوارة في عصره (القرن الخامس عشر الميلادي) كانت أكثر من ثلاثين بطنا.

ويواصل المقريزي) وصف اكتساح شعوب قبيلة هوارة الأمازيغ لإمارة بنو الكنز في أسوان قائلاً: "ثم زحفَت هوّارة في محرّم سنة خمس عشرة وثمانمائة إلى أسوان (1412م)، وحاربت أولاد الكنز وهزموهم، وقتلوا كثيراً من الناس، وسبوا ما هناك من النساء والأولاد، واسترقوا الجميع وهدموا سور المدينة" ويقول ماكمايكل أن قبيلة هوارة انشأت سلطنة معتبرة في أسوان عندما انتزعتها من الكنوز.

وحافظت قبيلة هوارة على قوتها في صعيد مصر بعد عصر المماليك. فقد تناول الجبرتي الكثير من الحملات التي قادها ضدهم ولاة مصر العثمانيين في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. ونقل ماكمايكل عن الرحالة بوكوك Pococke الذي زار الونطقة عام 1737م أن أخميم تحت أمير بربري، وذكر أن نوردن Norden الذي سافر على النيل في نفس السنة ذكر أن "أعلى أسيوط بقليل يبدأ وطن الأمازيغ يعرفون باسم هوارة، ويملكون أراضي على كلا شاطئي النيل ويدعونهم مواطنو مملكة مروي. والنتماء إلى مروي يحتاج إلى البحث والتقصي، وربما حمل بقايا آثار قبيلة البليميين البجاوية التي كانت جزء من مملكة مروي وكانت منتشرة في المنطقة ما بين حلفا والأقصر قبل دخول المسلمين مصر.
ووجد بوركهارت في القرن التاسع عشر هوارة ما بين أسيوط وقنا واعتبرهم عرباً. وذكر  أنهم سيطروا في القرن الثامن عشر على أعلى مصر وشمال السودان حتى منطقة المحس وأرغموا المماليك على إقطاعهم هذه المناطق، وظلوا أقوياء حتى هزمهم ابراهيم باشا.

هوارة في السودان :

تناولت المخطوطات المحلية أخبار شعوب الأمازيغ في السودان باختصار شديد. قال عنهم ود دوليب (Mac Michael, A History of the Arabs in the Sudan, Vol. 2 p 189) "البربر أمة عظيمة من الناس وقبائلهم كثيرة وهم من سلالة العماليق. أغلب قبائلهم في الغرب في جبال السوس وينتشرون في المناطق المجاورة ومنهم زناتة وهوارة وصنهاجة ونبرا وكتامة ولواتة ومديونة وسانة."
ربطت مخطوطات التراث السوداني بين قبيلة شعب هوارة الأمازيغية وبين قبيلة الحضور، فذكر محمود أحمد عمر في مخطوطت أن "هوارة أصلهم أمازيغ" وفي نفس الوقت نسبت مخطوطة الشريف الطاهر في القرن 16م ومخطوطة صديق حضرة في القرن 19م قبيلة الحضور إلى جهينة. وتوضح تلك المخطوطات أن الحضور أتوا إلى السودان من صعيد مصر من المنطقة الواقعة بين أسوان وادفو، وهذه هي المنطقة التي استقرت عليها قبيلة هوارة الأمازيغية وحكمتها منذ مطلع القرن الخامس عشر الميلادي وأمتد نفوذها جنوباً حتى شمال السودان.

وقد رأينا كيف أن قبيلة هوارة الأمازيغية سيطرت على منطقة صعيد مصر وشمال السودان ولم تنته قبضتها على المنطقة إلا أول القرن التاسع عشر الميلادي على يد إبراهيم بن محمد على باشا. ويبدو أنه لارتباط هوارة اللصيق بمنطقة أسوان والذي دام نحو أربعة قرون ارتبطت قبيلة هوارة في السودان بصعيد مصر وأطلقوا عليهم اسم الحضور كما ورد في مخطوطات التراث.

وقد اوردت مصادر التراث السوداني وجود الحضور في أماكن متعددة في السودان منذ أوائل عصر دولة الفونج. وتتبع ماكمايكل تواجد قبيلة هوارة الأمازيغية في السودان في كتابيه تاريخ العرب في السودان وقبائل شمال ووسط كردفان. يقول ماكمايكل في كتابه قبائل شمال ووسط كردفان): "في شمال كردفان وفي الصحارى الواقعة غرب دنقلا تتجول قبيلة الهوارة  الأمازيغية صاحبة الإبل. وفي وسط كردفان وبالقرب من الأبيض تستقر مجموعة من الناس تعرف بجلابة هوارة، وهؤلاء الجلابة هوارة هم أصلاً فرع من الهواوير."

وإلى جانب هؤلاء أشار ماكمايكل ((A History of the Arabs in sudan) إلى وجود بعض أفراد هوارة في الفاشر وفي بعض مناطق النيل الأزرق كما في قريتي النوبة وألتي. وذكر أن سكان مدينة أربجي قبل أن يدمرها الشكرية كانوا من الحضور. وكان الحضور من العناصر التجارية النشطة منذ قيام دولة سنار. وذكر ماكمايكل أن اسم الحضور في زمانه – بداية القرن العشرين – كان يطلق على التجار غير السودانيين.
                  


المراجع هنا 




Post a Comment

أحدث أقدم

بحث هذه المدونة الإلكترونية