اللغة الأمازيغية








تفسير ابن السعدي رحمه الله:


(اخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ } على كثرتكم وتباينكم مع أن الأصل واحد ومخارج الحروف واحدة، ومع ذلك لا تجد صوتين متفقين من كل وجه ولا لونين متشابهين من كل وجه إلا وتجد من الفرق بين ذلك ما به يحصل التمييز. وهذا دال على كمال قدرته، ونفوذ مشيئته.
و [من) عنايته بعباده ورحمته بهم أن قدر ذلك الاختلاف لئلا يقع التشابه فيحصل الاضطراب ويفوت كثير من المقاصد والمطالب.

ما منكم من احد إلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، ليسَ بيْنَهُ وبيْنَهُ تُرْجُمانٌ، ولا حِجابٌ يَحْجُبُهُ.
المصدر صحيح البخاري
شرح الحديث :

شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل 
                          الله يكلم العباد يوم القيامة

وأن الله يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان.
_------------------------_________________-------------------------
نعم قال: من أصول السنة الإيمان بأن الله تعالى يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان، الترجمان: الذي ينقل الكلام من لغة إلى لغة يقال له ترجمان مترجم يسمى مترجم ينقل الكلام من شخص إلى شخص هذا ترجمان، فالإمام -رحمه الله- يقول: إن من عقيدة أهل السنة والجماعة ومن أصول السنة الإيمان بأن الله يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان، ما في حاجب، وقد ورد في ذلك الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وأحمد والترمذي وابن ماجه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه »(١) ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبين ترجمان ولا حجاب.
جاء في الحديث الآخر: ما منكم من أحد إلا سيحاضره الله محاضرة، يعني يخاطبه فيقول: يا فلان، أتذكر ذنب كذا، أتذكر ذنب كذا، أتذكر ذنب كذا، فيذكره ببعض غدراته، فيقول: بلى يا رب ألم تغفر لي ذلك؟ فقال: فيقول الرب - سبحانه- بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه، إذن لا بد من الإيمان بأن الله يكلم العباد يوم القيامة، ليس بينهم وبينه ترجمان، يكلمهم في وقت واحد.

أمازيغية زناتة:

الخبر غن زناتة من قبائل الأمازيغ يوم كان بين أجيالهم من العز والظهور وما تعاقب فيهم من الدول القديمة والحديثة

هذا الجيل في شمال أفريقيا جيل قديم العهد، معروف العين والأثر؛ وهم لهذا العهد آخذون من شعائر العرب في سكنى الخيام واتخاذ الإبل وركوب الخيل، والتغلب في الأرض وإيلاف الرحلتين، وتخطف الناس من العمران، والإباية عن الانقياد للنصفة. وشعارهم بين الأمازيغ اللغة التي يتخاطبون بها، وهي مشتهرة بنوعها عن سائر لغة الأمازيغ. ومواطنهم في سائر مواطن الأمازيغ بإفريقية والمغرب. فمنهم ببلاد النخيل ما بين غدامس والسوس الأقصى، حتى أن عامة تلك القرى الجريدية بالصحراء منهم كما نذكره. ومنهم قوم بالتلول بجبار طرابلس وضواحي إفريقية، وبجبل أوراس بقايا منهم سكنوا مع العرب الهلاليين لهذا العهد، وأذعنوا لحكمهم؛ والأكثر منهم بالمغرب الأوسط، حتى أنه ينسب إليهم ويعرف بهم فيقال وطن زناتة. ومنهم بالمغرب الأقصى أمم أخرى، وهم لهذا العهد أهل دول وملك بالمغربين. وكان لهم فيه دول أخرى في القديم. ولم يزل الملك يتداول في شعوبهم حسبما نذكره بعد لكل شعب منهم إن شاء الله تعالى. عن ابن خلدون تم التعديل


أمازيغية الأندلس:


وألقت الأندلس أفلاذ كبدها، من أهل تلك الملكة بالجلاء إلى العدوة، من عدوة إشبيلية إلى سبتة، ومن شرق الأندلس إلى إفريقية. ولم يلبثوا إلى أن انقرضوا وانقطع سند تعليمهم في هذه الصناعة، لعسر قبول العدوة لها وصعوبتها عليهم، بعوج ألسنتهم ورسوخهم في العجمة الأمازيغية، وهي منافية لما قلناه.
ثم عادت الملكة من بعد ذلك إلى الأندلس كما كانت، ونجم بها ابن سيرين وابن جابر وابن الجياب وطبقتهم، ثم إبراهيم الساحلي الطويجن وطبقتة، وقفاهم ابن الخطيب من بعدهم الهالك لهذا العهد شهيداً بسعاية أعدائه. وكان له في اللسان ملكة لا تدرك واتبع أثره تلميذه من بعده. وبالجملة فشأن هذه الملكة بالأندلس أكثر، وتعليلها أيسر وأسهل، بما هم عليه لهذا العهد كما قدمناة من معاناة علوم اللسان ومحافظتهم عليها وعلى علوم الأدب وسند تعليمها. ولأن أهل اللسان العجمي الذين تفسد ملكتهم إنما هم طارئون عليهم. وليست عجمتهم أصلاً للغة أهل الأندلس و الأمازيغية في هذه العدوة، وهم أهلها ولسانهم لسانها إلا في الأمصار فقط. وهم فيها منغمسون في بحر عجمتهم ورطانتهم الأمازيغية ، فيصعب عليهم تحصيل الملكة اللسانية بالتعليم بخلاف أهل الاندلس. واعتبر ذلك بحال أهل المشرق لعهد الدولة الأموية والعباسية، فكان شأنهم شأن أهل الأنذلس في تمام هذه الملكة وإجادتها، لبعدهم لذلك العهد عن الأعاجم ومخالطتهم إلا في القليل. فكان أمر هذه الملكة في ذلك العهد أقوم، وكان فحول الشعراء والكئاب لعهدهم أوفر لتوفر العرب وأبنائهم بالمشرق. عن ابن خلدون تم التعديل



من تعرب اللسان الى انتحال النسب:



وإنما حمل نسابة زناتة على الانتساب في حمير الترفع عن النسب الامازيغي لما يرونهم في هذا العهد خولاً وعبيداً للجباية وعوامل الخراج. وهذا وهم فقد كان في شعوب البربر من هم مكافئون لزناتة في العصبية أو أشد منهم مثل هوارة ومكناسة، وكان فيهم من غلب العرب على ملكهم مثل كتامة وصنهاجة ومن تلقف الملك من يد صنهاجة مثل المصامدة، كل هؤلاء كانوا أشد قوة وأكثر جمعاً من زناتة. فلما فنيت أجيالهم أصبحوا مغلبين فنالهم ضر المغرم، وصار اسم البربر مختصاً لهذا العهد بأهل المغرم؛ فأنف زناتة منه فراراً من الهضيمة.
وأعجبوا بالدخول في النسب العربي لصراحته وما فيه من المزية بتعدد الأنبياء ولا سيما نسب مضر وأنهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم بن نوح بن شيث بن آدم، خمسة من الأنبياء ليس للبربر إذا نسبوا إلى حام مثلها مع خروجهم عن نسب ابراهيم الذي هو الأب الثالث للخليقة إذ الأكثر من أجيال العالم لهذا العهد من نسله. ولم يخرج عنه لهذا العهد إلا الأقل مع ما في العروبية أيضاً من عز التوحش، والسلامة من مذمومات الخلق بانفرداهم في البيداء. فأعجب زناتة نسبهم وزينه فهم نسابتهم، والحق بمعزل عنه، كونهم من البربر بعموم النسب لا ينافي شعارهم من الغلب والعزة فقد كان الكثير من شعوب البربر مثل ذلك وأعظم منه. وأيضاً فقد تميزت الخليقة وتباينوا بغير واحد الأوصاف، والكل بنو آدم ونوح من بعده. وكذلك تميزت العرب وتباينت شعوبها والكل لسام ولإسمعيل بعده. عن ابن خلدون بالتعديل





Post a Comment

أحدث أقدم

بحث هذه المدونة الإلكترونية